القياس الاقتصادي النظرية والتحليل
القياس الاقتصادي النظرية والتحليل
أ.د. كامل علاوي كاظم الفتلاوي
أ.د. حسن لطيف كاظم الزبيدي
منذ منتصف القرن الماضي بدأ القياس الاقتصادي يحظى باهتمام المزيد من الدارسين للعلاقات الاقتصادية، وصار استخدامه أداة مهمة في تحليل تلك العلاقات، والوصول إلى نتائج وقياسات دقيقة.
تزامن ذلك مع زيادة استخدام الحاسوب الذي وفر الكثير من الجهد والوقت، ومع زيادة تعقيد القياسات الاقتصادية وفر الحاسوب معالجات مناسبة أزالت الكثير من الصعوبات التي تواجه الباحثين في الشأن الاقتصادي، الذين اتجهوا إلى تطبيق وسائل القياس الاقتصادي على شتى مجالات الاقتصاد.
يواجه دارسو علم الاقتصاد صعوبات جمة في مجال استخدام القياس الاقتصادي سببها قصور المعرفة العلمية في هذا المجال وندرة الكتب التي توفر للقارئ مستوى مقبولا من هذه المعرفة، وفي ظل ندرة الكتب الخاصة باستخدام تقنية الحاسوب لاستخراج نتائج تقديرات النماذج القياسية.
ومن هذا المنطلق فقد عكفنا منذ مطلع عام 2008 على إعداد كتاب يأخذ بعين الاعتبار تذليل جزء من هذه الصعوبات، رغم إن جزء كبير من مسوداته هي محاضرات ألقيت على طلبة كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الكوفة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير ما بين عامي 1995 و 2008 ، وقد تم استكمالها في المراجعات الأخيرة.
وخلال مدة إعداد الكتاب كان هاجسنا الأساسي هو وضعه بأكبر قدر من الوضوح والدقة للدارسين، ولهذا حاولنا إبراز الخطوات الأساسية في هذا العلم من خلال منهجية الكتاب التي توزعت على خمسة أقسام.
مهد القسم الأول لفهم هذا العلم والتعريف به، وتحديد نطاقه والكيفية التي يتم بها بناء النموذج الاقتصادي. وكان ذلك في فصلين. أما القسم الثاني فقد انصرف إلى توضيح نموذج الانحدار الخطي، وجاء في ثلاثة فصول. فقد ناقش الفصل الثالث من الكتاب نموذج الانحدار الخطي ذي المتغيرين، من حيث: فرضياته، توزيع المتغير التابع داخله، طرق تقدير معلماته وإجراء اختبارات الدرجة الأولى عليه، ثم استخدامه في التنبؤ وتحليل المرونة. أما الفصل الرابع فقد انصرف التعرف على نموذج الانحدار الخطي المتعدد، وإيضاح فرضياته، وطرق تقديره، وكيفية تحليل التباين والتباين المشترك لمقدراته، واختبار فرضيات النموذج، وأخيرا فترات الثقة. أما الفصل الخامس فقد تناول الانحدار وتحليل التباين.
أما القسم الثالث فقد ركز على إيضاح مشاكل نموذج الانحدار عبر اربعة فصول (الفصول 6 و7 و 8 و 9)، اهتمت بمشكلات الارتباط الذاتي، وعدم ثبات تجانس التباين والتعدد الخطي، وأبرزت أسبابها وطرق الكشف عنها وأساليب حلها. أما الفصل الثامن فقد انصرف إلى إيضاح فكرة المتغيرات المتأخرة زمنيا، وتوصيفها وأشهر النماذج التي وضعت لتوصيفها.
وركز القسم الرابع على المعادلات الآنية في ثلاثة فصول (9و10 و11) من الكتاب، ناقشت طبيعة هذه المعادلات وطرق تقديرها ومشكلاتها.
أما القسم الخامس فقد اهتم بتحليل السببية. وفي القسم السادس والأخير من الكتاب فقد سعينا من خلاله إلى تقديم أربعة دوال اقتصادية للتطبيق العملي هي دوال: الإنتاج، الاستهلاك، التكاليف، والطلب.
المؤلفان