الديمقراطية مفاهيم وتجارب

منذ 4 سنوات
1858

الديمقراطية مفاهيم وتجارب

كثر الحديث هذه الأيام عن الديمقراطية بعد أن تنفس العراقيون نسيم الحرية الذي منعه النظام البائد. واختلطت في أذهان العامة مفاهيم كثيرة والتبست في أذهانهم وهو ما يعود إلى غيابها أو تشوهها في الممارسة، فلم تعد الديمقراطية تعني عند كثيرين سوى الانتخابات المنتظمة على الرغم من كون الحالة لا تشكل سوى مظهراً واحداً من مظاهرها.

لم تولد الديمقراطية في اللحظة المعاصرة، بل كانت نتاج تطور امتد عبر سنوات طويلة، وأحداث تاريخية درامية عظيمة دفعت خلالها الشعوب المعروفة الآن بأنها ديمقراطية ثمناً باهظاً، أفضت في نهاية المطاف إلى بلورة مفهوم ومضمون الديمقراطية حيث يكون الشعب مصدر السلطات، تمارس السلطة فيها من خلال نخبة منتخبة بطريقة سرية وشفافة.

إن الديمقراطية هي مفهوم شامل يتجسد في ثقافة وسلوكيات أفراد المجتمع،وعاداتهم وتقاليدهم، مثلما يتجسد في المؤسسات الرسمية والمدنية، وفي أخلاقيات التسامح والحوار وحرية الرأي والتعاقب السلمي على السلطة وحقوق المواطنة المتساوية واحترام حقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة.

منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى اللحظة الحاضرة لم يتسن للعراقيين الحديث بشكل جدي وحر عن الحرية السياسية والديمقراطية وحق المشاركة في السلطة وصناعة القرار، رغم أن هذه كانت وما زالت مطالب مرغوبة وتمثلت في خطابات المعارضة للسلطة، وبين ثنايا تطلعات الجمهور الواعي والحالم ببلد ينعم بالديمقراطية والحرية.

إن الأمم التي تعيش حسنات الديمقراطية لم تتبناها من خلال دروس تعليمية قبل الولوج إلى حيز الممارسة، لكنها عند النخبة الفكرية كانت قديمة قدم النظريات السياسية، مع ذلك فقد سلكت تلك الأمم طرقاً شاقة وصعبة، ملأتها دماء الثوار والدعاة إلى الحرية… وعندما أريد للديمقراطية أن تكون مفسرة ومعمقة لما يجري على الأرض من ممارسة عملية عند تلك الأمم، فانه تمَّ تجاوز جدل الصيرورة وإشكاليات التعريف وصار التركيز منصباً على أطر الممارسة ومزاياها وعقباتها ومسؤوليات الأفراد لحمايتها.

لكن لماذا الديمقراطية ؟ ولماذا هي أفضل أشكال الحكم التي ينبغي أن نطلبها جميعا ؟ إن إجابة هذا السؤال تتلخص في القول (إن الديمقراطية هي طريقة لصنع القرارات تستدعي قدراً من الاستجابة للرغبات الشعبية، أو هي التسليم والقبول بتعدد النخب في المجتمع، وحرية تكوينها، والمنافسة المنظمة بينها للوصول إلى السلطة، فهي – أي الديمقراطية – حكم النخبة بواسطة انتخابات دورية. كما أنها تضمن التغيير السلمي في المجتمع بما تفسحه من مرونة في الاستجابة للرأي العام وإتاحة الفرصة للتعبير عن الآراء المختلفة. كما تضمن أيضا التعاقب المنتظم للحكام، وأخيراً، تبقى الديمقراطية العملية المستمرة لتوسيع دائرة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمثل الأعلى الذي يتضمن الحكم الذاتي، والمساواة الاجتماعية).

إننا إذا أردنا مجتمعاً مؤمناً بالقيم الديمقراطية، روحاً وشكلاً، ومؤسسات لا تتجاوز هذه المفاهيم في هيكليتها وممارستها.. ينبغي أن نعمل على أن تكون الديمقراطية واقعاً مجتمعياً لا يمكن للمؤسسات الدستورية والقوى السياسية تهميشه أو التغاضي عنه.

أزاحت لحظة التغيير في نيسان (ابريل) 2003 الستار بين العراقيين وعالم واسع لم يألفوه من قبل ابتداءً من الجوال (الموبايل) وانتهاءً بالحديث عن حقوق الإنسان. وبالرغم من اندفاعهم للممارسة محملين بتطلعات عايشت ماضيهم، ولحظات من التعرف على تجارب الشعوب، مستهدفين الوصول إلى تجربة سياسية ناضجة في مجال الحكم، لكن تعقيد الظروف الواقعية وهشاشة الوعي بالديمقراطية ونموذج السلطة القائم على أساس (السلمية والشرعية والتداول)، أسباب تركت أثارا بالغة، سواء في طبيعة الممارسة السياسية أو العلاقة المتبادلة بين المواطن والسلطة، وبالتالي التأسيس لدولة القانون والمؤسسات.

لا ينهمك كتابنا في الجدل الفكري حول مفهوم الديمقراطية وان لم يهمله، كما لم يهمل التاريخ الذي شكل المسيرة الطبيعية لتطور الديمقراطية، لكنه مشغول بإعطاء جرعات منتظمة تشكل بمجموعها (ما ينبغي أن نعرفه عن الديمقراطية، وما يعيننا على ممارستها، وما يُمكِّننا من نقد الأخطاء التي صادفت تجربتنا الحديثة). وبعد فهو ملائم كمنهج تعليمي للحلقات الدراسية التي تتكفل تشكيل وعي نظري مناسب عن الديمقراطية وأشكالها وعناصرها ومقوماتها، كما أنه ينفع القارئ الاعتيادي الذي يريد تأسي وعي ، أو تعميق نظره في الديمقراطية.

يناضل الكتاب من أجل الوضوح وتلقين الأفكار لكنه يضمر في طياته بعض الأسئلة المركزية التي تفتح مجالا لجدل ايجابي من أجل تطوير الوعي بالديمقراطية والوصول إلى نماذج أكمل منها.

نرجو أن يكون هذا الكتاب جرعة منشطة أو لبنة في بناء العراق الجديد القائم على أساس احترام حق المواطنة وإشراك الجميع في الحكم عبر نظام دستوري يجسد طموحات وتطلعات كل أبناء الشعب العراقي بمختلف تلوناتهم.

                                                                          والله من وراء القصد

                                                                                المؤلفان

                                                                    العراق – النجف الأشرف

                                                                                2010

 

 

محتويات الكتاب

الموضوع

الصفحة

المقدمة

 

الفصل الأول: مفهوم الديمقراطية

1-1: تعريف الديمقراطية

 

1-2: المرتكزات الفكرية للديمقراطية

 

1-2-1: الفردية

 

1-2-2: الطبيعية

 

1-2-3: العقلانية

 

1-3: قياس الديـمقراطية

 

1-4: الإسلاميون والديمقراطية

 

1-4-1: الاتجاه الأول: الرفض المطلق للديمقراطية

 

1-4-2: الاتجاه الثاني: القبول المطلق للديمقراطية

 

1-4-3: الاتجاه الثالث: الموافقة المشروطة للديمقراطية

 

1-5: الديمقراطية والشورى

 

1-6: الديمقراطية والرأسمالية

 

الفصل الثاني: عناصر النمط الديمقراطي

2-1: المواطنة

 

2-2: المشاركة السياسية

 

2-3: الانتخابات

 

2-3-1: طرق الانتخابات

 

2-3-2: الرقابة على الانتخابات

 

2-4: النواب والمسؤولية

 

2-4-1: البرلمان

 

2-5: المعارضة

 

2-5-1: عناصر تحديد موقع المعارضة

 

2-6: الفصل بين الحكومة والبرلمان

 

2-7: الشرعية الدستورية

 

الفصل الثالث: الشروط العامة للديمقراطية

3-1: احترام حقوق الإنسان

 

 3-1-1: الحقوق المدنية

 

 3-1-2: الحقوق السياسية

 

3-2: التعددية السياسية

 

3-2-1: الحزب السياسي

 

3-2-2: النظم الحزبية

 

3-2-2-1: نظام الحزب الواحد

 

3-2-2-2: نظام الحزبين

 

3-2-2-3: نظام الأحزاب المتعددة

 

3-2-3: ديمقراطية الأحزاب

 

3-3: التداول السلمي والشرعي للسلطة

 

3-4: المساواة السياسية

 

3-5: احترام مبدأ الأغلبية

 

3-6: وجود دولة القانون

 

الفصل الرابع: أنماط الديـمقراطية

4-1: الديمقراطية المباشرة

 

4-2: الديمقراطية شبه المباشرة

 

4-3: الديمقراطية النيابية

 

4-4: الديمقراطية التشاركية

 

4-5: الديمقراطية الليبرالية

 

4-6: الديمقراطية التوافقية

 

4-7: ديمقراطية الأغلبية

 

4-8: ديمقراطية الكثرة (البولياركي)

 

4-9: الديمقراطية التفويضية

 

4-10: الديمقراطية الاجتماعية

 

4-11: الديمقراطية الصناعية

 

4-12: الديمقراطية التداولية (ديمقراطية النقاش)

 

الفصل الخامس: نماذج من النظم الديمقراطية

5-1: الولايات المتحدة

 

5-1-1: عصر الاستقلال

 

5-1-2: الدستور الأمريكي

 

5-1-3: السلطة التنفيذية: الرئاسة

 

5-1-4: السلطة التشريعية: الكونغرس

 

5-1-5: السلطة القضائية

 

5-1-6: النظام الحزبي الأمريكي

 

5-2: بريطانيا

 

5-2-1: الدستور غير المكتوب

 

5-2-2: فصل السلطات

 

5-2-3: السلطة التنفيذية

 

5-2-4: السلطة التشريعية

 

5-2-5: السلطة القضائية

 

5-2-6: النظام الحزبي

 

5-3: فرنسا

 

5-3-1: الدستور الفرنسي

 

5-3-2: رئيس الجمهورية

 

5-3-3: السلطة التنفيذية

 

5-3-4: السلطة التشريعية

 

5-3-5: السلطة القضائية

 

5-3-6: النظام الحزبي الفرنسي

 

5-4: سويسرا

 

5-4-1: السلطة التنفيذية: المجلس الاتحادي

 

5-4-2: السلطة التشريعية

 

5-4-3: السلطة القضائية

 

5-4-4: النظام الحزبي

 

5-5: لبنان

 

الفصل السادس : الديمقراطية في العراق

6-1: النظام الحزبي في العهد الملكي

 

6-2: تطور الحياة النيابية

 

6-3: الملك

 

6-4: تأسيس الجمهورية وتوالي الانقلابات

 

6-5: ملامح الديمقراطية الحاضرة

 

6-5-1: فصل السلطات

 

6-5-2: السلطة التشريعية

 

6-5-3: السلطة التنفيذية

 

6-5-4: السلطة القضائية

 

6-6: نضوج الديمقراطية

 

المصادر

 

التصنيفات : الكتب المؤلفة
استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان